فقلت: راجعت تاريخ البخاري، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم، وثقات ابن حبان وكثيرًا من كتب الصحابة والأنساب والتواريخ والرجال، قويها وضعيفها، مطلقها ومقيدها، مما أودعته في كتابي الحافل في ذلك فلم أره في شيء منها.
والمطلب المذكور بأقصى نسبة يحتمل أن يكون ابن عبد مناف أخا هاشم جد عبد الله والد النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يسمى الفيض وهلك بردمان من اليمن ويقال إنه أصغر بني أبيه، فإنه يكنه فلست أعلم في أحفاده من يسمى الحارث، نعم من ذويه الحارث بن عبيدة بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف القرشي المطلبي ذكره شيخي رحمه اله في القسم الأول من الإصابة، وقال: ذكره البلاذري وغيره من النسابين في أولاد عبيدة أحد من استشهد بدر وقال: ليس للحرث عقب، ومقتضى كون عبيدة استشهد ببدر أن يكون للحارث ولده صحبة، وكأن مات في حياة النبي صلى الله عليه وسلم.
وبالجملة فالمسئول عنه لا أعرفه، والغالب على الظن أنه لا وجود له وإنه من مولودات هذه الأعصار التي كثرت فيها المختلفات حتى أن بعض من ينسب نفسه للعلم خصوصًا علم الإرث بل يزعم أنه قيم العصريين بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم يشهد لمن لم يعلم له تمييز في شيء بما في الملأ بأنه فعل ما اشتمل على التدريس والإملاء وذكر كلامًا لا