وقال في كل من تاريخه ومعجمه: أنه حفظ القرآن وهو صغير جدًا ثم نقل في معجمه عن خط البرهانالمحدث بحلب أنه رآه في سنة خمس وثمانين أو في التي بعدها مع أبيه بمدرسة البلقيني وهو يريد أن يعرض العمدة وقد حفظ القرآن قال ـ يعني البرهان ـ: وأخبرني بعض الفضلاء أنه عرض العمدة إذ ذاك على البلقيني وكان منذ عمره سبع سنين يسأل عن الآية، فيجيب بما قبلها وما قبل قبلها وهلم جرا لشدة حفظه. انتهى.

وما تردد فيه البرهان من وقت العرض قد جزم بالأول منهما شيخه حافظًا الوقت الزين العراقي بل حقق أنه كان ابن خمس سنين، وعبارته كما نقلته من خطه بعد أن ذكر خطبة لكتابه "العرض": وكان من مواهب الله الجسمية، وعجائب مخلوقاته العظيمة، الولد النجيب وسماه ثم قال: فرزقه الله ذكاءً ونباهة وحفظًا وفهمًا، وجعله مقدامًا على عساكر العلوم، وشهمًا فحفظ كتاب الله العزيز حاظًا متينًا وقد استكمل من العمر خمسًا سنينًا، وحفظ أيضًا في هذا السن كتاب العمدة في الأحكام، وجملة صالحة من الكافية الشافية لابن مالك وهو في هذا السن، تذكر له آية من الكتاب العزيز ويسال عما قبلها فيجيب بجواب صحيح وجيز، وقد جربته في ذلك أنا وغيري في مرات عديدة، والمرجو من الله أن يرزقه فوق ذلك ويزيده، وقد عرض علي مواضع متفرقة من العمدة للحفاظ عبد الغني المقدسي عرضًا حسنًا متقنًا أجاد حفظها، وسرد لفظها، اقرأ الله به عين أبيه، وبارك له وللمسلمين فيه. وكان عرضه لذلك في يوم الثلاثاء، الثالث والعشرين من شهر رجب الفرد سنة خمس وثمانين وسبعمائة بجامع القلعة، وأجزت له ثم ذكر سنده بالعمدة. وقنلت كل ذلك من خطه بلا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015