هذا الجبل وعليه جبة صوف وقد شط وسطه بشريط وأمه إلى جانب فالتفت إليها وقال: يا أمه! هذه مقبرة أم محمد صلى الله عليه وسلم.
وروى ابن لهيعة عن عباس بن عباس أن كعب الأحبار سال رجلاً يريد مصر فلقال له: أهد لي تربة من سفح مقطمها فأتاه منه بجراب فلما حضرت كعبًا الوفاة أمر به فجعل في لحده تحت جنبه.
قلت: والمقطم كما قال ابن لهيعة: هو ما بين القصير إلى مقطع الحجارة وما بعد ذلك فمن اليحموم جبلاً آخر.
وروي كما أورده ابن عبد الحكم عن أبي قبيل المعافري: أن رجلاً سال كعب الأحبار عن جبل مصر فقال: إنه لمقدس ما بني القصير إلى اليحموم. قال ابن لهيعة: وليس هذا بقصير موسى النبي صلى الله عليه وسلم ولكنه موسى الساحر.
وروى ابن عبد الحكم من طريق المفضل بن فضالة عن أبيه قال: دخلنا على كعب الأحبار فقال لنا: ممن أنتم؟ قلنا: من أهل مصر، فقال: ما تقولون في القصير؟ قال: قلنا: قصير موسى، فقال: ليس هو بقصير موسى ولكنه قصير عزيز مصر كان إذا جرى النيل ترفع فيه وعلى ذلك إنه لمقدس من الجبل إلى البحر قال: ويقال: إنهكان موقدًا يوقد فيه لفرعون إذا هو ركب من "منف" إلى عين شمس، وكان على المقطم موقد آخر،