علا في الأرض وجعل أهلها شيعًا يستضعف طائفة منهم يذبح أبنائهم ويستحي نسائهم إنه كان من المفسدين. ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين. ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون) فإنه قيد تنجز هذا الوعد بإهلاك آل فرعون بالغرق، وورث بنو إسرائيل ما كان لهم كما قال تعالى: (كم تركوا من جنات وعيون وزروع ومقام كريم. ونعمة كانوا فيها فاكهين. كذلك وأورثناها قومًا آخرين) فإن المراد بالقوم الآخرين بنو إسرائيل بدليل قوله في الآية الأخرى: (كذلك وأورثناها بني إسرائيل) وهذه الأية تدفع قول من قال: المراد بالأرض غير أرض مصر، لأن قوم فرعون ما تركوا إلا أرض مصر، ولا يمنع ذلك ما دلت عليه الآية من تدمير ما ترك آل فرعون، لأن المراد تدمير الأبنية والمنارة والمناظر، وأما نفس الأرض الموصوفة بالبركة، فإنها باقية على حالها وهو المراد، ولأجل وصفها بما ذكر قال كعب رحمه الله: من أراد أن ينظر إلى جنة عدن فلينظر إلى مصر إذا أزهرت.
وخطب عمرو بن العاص رضي الله عنه فقال في خطبته: واعلموا أنكم في رباط إلى يوم القيامة لكثرة الأعداء حولكم ولإشراف قلوبهم