برئت من الأعمش أن يكون مثل الزهري، الزهري يرى العرض والإجازة ويعمل لبني أمية، والأعمش فقير صبور مجانب للسلطان، ورع عالم بالقرآن. انتهى. على أن في الحكاية والسند المكتوبين بالنسبة للمروي لنا على بطلانه عدة أوهام، لم أتشاغل بردها وأسال اله السلامة من الوقوع في مثل هذا، أو ما قاربه خطأ وإملاء.
روي أبو نعيم في الحلية والخلعي في غير الفوائد وابو محمدبن حيان ومن طريقهم يوسف بن خليل الحافظ في النوادر له وابن حبان في "روضة العقلاء" والخطيب في "تاريخ بغداد" ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال"كلهم من طريق محمد بن عبدي بن عتبة الكندي عن بكار بن أسود العيذي عن إسماعيل بن أبان الخياط قال: بلغ الحسن بن عمارة أن الأعماش وقع فيه فبعث إليه بكسوة فمدحه الأعماش فقيل لأعمش: ذممته ثم مدحته، فقال: إن خيثمة حدثني عن عبدالله بن مسعود قال: "جبلت القلوب على حب من أحسن إليها وبغض من أساء إليها". وهكذا رواه ابن عدي في كامله ومن طريقه البيهقي في الحادي والستين