على دواب فنزلوا، قال حميد: فقال أبو هريرة: إذهب إلى أمي وقل لها: إن ابنك يقرئك السلام ويقول: أطعمينا شيئًا، وقال: فوضعت ثلاثة أقراص من شعير وشيئًا من زيت وملح في صفحة فوضعتها على رأسي فحملتُها إليهم، فلما وضعته بين ايديهم كبر أبو هريرة وقال: الحمد لله الذي أشبعنا من الخبز بعد أن لم يكن طعامنا إلا الأسودان التمر والماء، فلم يصب القوم من الطعام شيئًا، فلما انصرفوا قال: يا ابن أخي! أحسن إلى غنمك وامسح الرغام عنها وأطب مراحلها، وصل في ناحيتها، فإنها من دواب الجنة، والذي نفسي بيده ليوشك أن يأتي على الناس زمان تكون الثلة من الغنم أحب إلى صاحبها من دار مروان.
ومن طريق مالك أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" وكذا أخرجه في "الكبير" والديلمي من طريقه من حديث صُبيح ـ شيخ قديم ـ قال: قدم علينا ابن عمر رضي الله عنهما فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "عليكم بالغنم فإنها من دواب الجنة فصلوا في مراحلها، وامسحوا رغامها"، قلت: ما الرغام؟ قال: "المخاط".
وأخرج ابن أبي الدنيا في إصلاح المال أيضًا، وفي مسند أبو بكر بن أبي شيبة عن عمار بن أبي عمار التابعي موقوفًا: "أكرموا المعزى وامسحوا الرغام عنها وصلوا في مراحلها فإنها من دواب الجنة".