في "الكبير" باختصار موقوفة، ولا مانع من الجمع بينهما بأن عبد الله لما وقع له ذلك مع أبي، وصوب النبي صلى الله عليه وسلم قول أبي، وقع لرجل آخر بحضرة أبي، فأخبره عبد الله بما أخبره به أبي وصدق النبي صلى الله عليه وسلم قول عبد الله، كما صدق قول أبي. والعلم عند الله تعالى.
وقد وقعت القصة أيضًا لسعد بن أبي وقاص مع رجل آخر، فروى ابن أبي شيبة في "مصنفه" والبزار وأبو يعلي في "مسنديهما" بسند ضعيف، عن جابر قال: قال سعد لرجل يوم الجمعة: لا صلاة لك، قال: فذكر ذلك الرجل للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! إن سعدًا قال: لا صلاة لك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لِمَ يا سعد؟ " قال: إنه كان يتكلم وأنت تخطب، فقال: "صدق سعد".
وجاء عن العبادلة الأربعة ـ ابن أبي أوفى وابن مسعود وابن عمرو وابن عمر رضي الله عنهم ـ ما يدخل هنا.
فأما حديث ابن أبي أوفى، فرواه ابن أبي شيبة في مصنفه من رواية إبراهيم السكسكي سمعت ابن أبي أوفى قال: ثلاث من سلم منهن، غفر له من بينه وبين الجمعة الأخرى من أن يحدث حدثًا ـ يعني أذى ـ أو أن يتكلم أو يقول: صه. ورجاله ثقات، وهو إن كان موقوفًا فحكمه الرفع، لأن مثله لا يقال بالرأي.