حدثني ابن أبي ملكة أنه سمع عبد الله بن حنظلة بحديث عن كعب الأحبار أنه قال: درهم ربا يأكله الإنسان وهو يعلم، أعز في الغثم من ست وثلاثين زنية.
فهذا لفظه كلفظ المرفوع، ومع هذا فالعلة غير قادحة لاحتمال أن يكون ابن حنظلة سمعه منهما، فلا مانع من أن يكون الحديث عنه عبد الله بن حنظلة مرفوعًا، وموقوفًا، وأيضًا فإنه لا يلزم من قوله الدارقطني أنه أصح من المرفوع أن يكون مقابله موضوعًا، فإن ابن جريج أحفظ من جرير بن حازم وأعلم بحديث ابن أبي مليكة منه، لكن قد تابع جريرًا ليث بن أبي سليم كما قدمناه، وقد رواه عمران بن أنس أبو أنس عن ابن أبي مليكة عن عائشة مرفوعًا بلفظ: "لدرهم ربا أعظم عند الله من سبعة وثلاثين زنية". أخرجه العقيلي وقال: لا يتابع عليه وهو كما قال.
وإذا علم هذا فالحديث حينئذ لا يكون من شرط الصحيح، بل يكون حسنًا، لأن له شواهد أخرى لا بأس بها.
منها: ما أخرجه البيهقي في "الشعب" والطبراني في "الأوسط" و"الصغير" وغيرهما من طريق محمد بن حمير عن إسماعيل بن عياش.