على أنه قد قيل في توجيه ما صدر من علي سوى ما أسلفته ابتكارًا مما يرجع لملاحظة جانب النبي صلى الله عليه وسلم أيضًا بالجملة فالواجب الكف عن هذا سيما بحضرة كثير من العوام ومن لا يعرف مراتب الصحابة الكرام لما أمرنا من الإمساك عما شجر بينهم، وتأويله يما يندفع به تنقيص لهم والله الهادي.
فأجبت: قد صعد صلى الله عليه وسلم على الصفا وهو من جبل أبي قبيس بأسفله وارتقى إلى أعلاه ليس ببعيد بل يرون أن انشقاق القمر كان على أبي قبيس وأن به قبر آدم عليه السلام على أحد الأقوال وهو أحد مواطن إجابة الدعاء وأقرب الجبال إلى الكعبة، وأول جبل وقع في الأرض إلى غيرها من الفضائل المرغبة في صعوده، وبالغ بعضهم بفضله على جبل حراء ولكن هذا مردود لكونه صلى الله عليه وسلم كان يكثر إتيان حراء ولم يتفق لغيره من الجبال أبي قبيس وغيره ما اتفق له صلى الله عليه وسلم في حراء من الإكثار وقد صعده غير واحد من الصحابة، منهم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنهم. وروى أبو نعيم في «الحلية» في ترجمة أويس القرني أنه صعده فنادى بأعلى صوته: يا أهل الحجيج من أهل اليمن! هل فيكم أويس من مراد؟ وذكر القصة. وروى ابن إسحاق في «المغازي» بإسناد صحيح عن أسماء ابنة أبي بكر رضي الله عنها قالت: لما كان يوم [الفتح] ونزل النبي صلى الله عليه وسلم ذا