هو بل يجوز أن يكون رأي النبي صلى الله عليه وسلم تمثاله، ويحتمل أن يكون من عمل الشيطان ولا يفيده قول الذي يراه: أنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا صحة قول من يحضر معه: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن الشيطان يكذب لنفسه ويكذب لغيره فلا يحصل الجزم به ويقصد بأن أهل التعبير على خلافه وما شكوا منه إبطال رؤية الإنس فرؤية الملائكة إذا تحقق لا صورة له حتى يتمثل صورة بصورة.
قلت: يمكن أن يقال: إنه يرى شيئًا لا يشبه المخلوقين وقد علم أنه لا يشبه شيئًا من مخلوقاته كما جزما قيل به في قوله: فيأتيهم الله في صورته التي يعرفون، ولأن القول بوقوعها في الدنيا يقظة يستلزم أن يكون هو لأصحابه، وإمكان بقاء الصحابة إلى يوم القيامة، وهذا الذي استشكل به شيخنا القول به، ويمكن الجواب عنه بما أجبت به من قال بصحبة من اتفق أنه رآه في قبره الشريف أو قبل أن أدرج في أكفانه تكون هذه الحياة أخروية بدليل أن الشهيد مع كونه أيضًا حيًا قطعًا يقسم ميراثه وتنكح نساؤه، وكان شيخنا يرى أن الأمر هنا أوضح من أن يتكلف له برد ويتأيد ما ذهبنا إليه لصرف غير واحد من الأئمة قوله صلى الله عليه وسلم: "فسيراني في اليقظة" من حديث "من رآني" عن ظاهره وأنه على التمثيل والتشبيه بدليل قوله في الرواية الأخرى: "فكأنما رآني في اليقظة" ومنه قول الشافعي: إذا رأيت رجلاً من أصحاب الحديث فكأنما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم، وفي لفظ: أصحابه، أو يرى في اليقظة تأويلها وتفسيرها بطريق الحقيقة أو التعبير لأنه حق وغيب ألقاه الله الملك أو يراه يوم القيامة بمزيد خصوصية، لا