أنهم تربوا على تكذيب الأنبياء وقتلهم، وعلى العتو والمعاضي، واستشعار اللعنة، وضرب الذلة والمسكنة، فتجردت عداوتهم وكيدهم وحسدهم وخبثهم قال: وفي وصف الله إياهم بأنهم أشد عداوة إشعار بصعوبة إجابتهم إلى الحق، ولذلك قل إسلام اليهود، وقال: وإنما جعل النصارى أقرب ودًا وألين عريكة منهم، لأنهم أمة لهم الوفاء والخلال الأربع التي ذكر عمرو بن العاص رضي الله عنه في صحيح مسلم: ويعظمون من أهل الإسلام من استشعروا منه دينًا وأمانة، ويبغضون أهل الفسق، وإذا سالموا فسلمهم صافٍ، وإذا حاربوا فحربهم مدافعة، لأن شرعهم لا يأمرهم بذلك، قال: واليهود ليسوا على شيء من أخلاق النصارى، بل شأنهم الخبث واللي بالألسنة، وفي خلال إحسانك إلى اليهود يترقب ما يعبأ لك به، ألا ترى إلى ما حكى تعالى عنهم في قوله: (ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل) انتهى. كانوا في كل قطر وزمان من الذل والامتهان بأوضع مكان، فرءوسهم منكسة، ونفوسهم بالمباهتة مؤسسة، لا كنيسة لهم تذكر، ولا نفيسة عنهم تعتبر، بل هم أقل، وأحقر وأذل وأفقر، وأنتن وأقذر، وأعفن وأدبر، إلى غير ذلك مما هو أشهر من أن ينقل ويؤثر، وانظر إلى قول ابن الناطور رئيس نصارى بيت المقدس فيهم لهرقل ملك الروم بعد أن عرفهم بالخزي واللوم، وتقرر لديه نبيتهم: لا يهمنك شأنهم، واكتب إلى أهل المدائن التي في مملكتك