أحد يا بلال، والله لئن قتلتموه لأتخذنه حنانًا" وهو كما قال شيخنا: يدل على أن ورقة عاش إلى أن دعا النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام حتى أسلم بلال وحينئذٍ فقوله فيما تقدم: "ثم لم ينشب" أي قبل أن يشتهر الإسلام ويؤمر النبي صلى الله عليه وسلم بالجهاد. انتهى.
على أن ظاهر صنيع شيخنا في شرح النخبة اختصاص التوقف بمن لم يدرك البعثة، فإنه قال: ـ وقد عرف الصحابي ـ بأنه من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنًا به إلى آخره" أن قوله: "به" يخرج من لقيه مؤمنًا، لكن بغيره من الأنبياء، ولكن هل يخرج من لقيه مؤمنًا بأنه سيبعث ولم يدرك البعثة، فيه نظر، ويتأيد صنيعه هنا بمغايرته بين بحيرا، وورقة، فذكر بحيرا في القسم الرابع من كتابه في الصحابة لكونه كان قبل البعثة، وذكر ورقة في القسم الأولمنه، لكونه إن لم يكن بعد الدعوة، كان بعد النبوة، وإذا كان كذلك فلا يليق الجزم بنفي صحبته، وأما نفي كونه مؤمنًا، فجهل صريح، ويمنع قائله، فإن أصر أدب، وإن قال ابن منده أنهم اختلفوا في إسلامه، ويروى مما هو ضعيف: أنه مات على نصرانيته، لقول النووي رحمه الله: إن ما صدرت به جوابي، ظاهر في إسلامه، واتباعه، وتصديقه، وهو المعتمد، والمرجوع في هذا وأشباهه لأئمة الحديث ونقاده وللحديث رجال يعرفون به وللدواوين كتاب وحساب والمسألة محتملة للبسط أكثر، ولكن المرجو حصول الغرض بما أثبت، والله المعين.