عرض مصحفه بمصحف شيخه فوق عشر متكررة، وهو أول من أدخل موطأ مالك، وقأه نافع معًا إلى الأندلس، فكان بهما انتعاش القلوب وحياة الأنفس، وأجرى ثواب ذلك في صحيفته، وكفاه بذلك فخرًا حيث ضم لما تقرر من منقبته، ولذا قال القائل من العلماء الأوائل في حقه، مما الحال يؤذن بصدقه: إنه انصرف إلى الأنلدس بعلم عظيم، نفع الله به أهلها بنية صالحة، وقلب سليم، وكان إمام الناس في القراءة بقرطبة، وأدب بها قبل رحلته المنتخبة، وشاوره مصعب بن عمران القاضي الإمام، بعد موت صعصعة بن سلام، لأنه كان تفقه في المسائل، وتقدم بجودة الفقه، ومعرفة الدلائل، وسمعه أصبغ بن خليل، وهو يقول فيما أخبر به عن نفسه، ونقل حالفًا بالله: أنه ما كذب كذبة قط منذ اغتسل، قال غازي: ولولا أن عمر بن عبد العزيز قاله ما قلته بين الأصحاب، هذا مع أنه لا حرج عليه في مثل ذلك، إذا كان خاليًا عن الزهو والإعجاب، بل التحدث

طور بواسطة نورين ميديا © 2015