قد اشتهر في كلام الأصوليين وأصحاب المعاني وأهل العربية من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وذكر الشيخ بهاء الدين السبكي أنه لم يظفر به في شيء من الكتب، وكذا قال جمع جم من أهل اللغة، ثم رأيت بخط شيخنا رحمه الله أنه ظفر به في "مشكل الحديث" لأبي محمد بن قتيبة، لكن لم يذكر له ابن قتيبة إسنادًا، وقال: أراد أن صهيبًا إنما يطيع الله حبًا لا لمخافة عقابه. انتهى.
وقد وقفت على معنى ذلك من قول عمر رضي الله عنه إلا أنه في حق سالم مولى أبي حذيفة فروى أبو نعيم في "الحلية" من طريق عبد الله بن الأرقم: حضرت عمر عند وفاته مع ابن عباس والمسور بن مخرمة، فقال عمر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن سالمًا شديد الحب لله عز وجل، لو كان لا يخاف الله ما عصاه" وسنده ضعيف، وعنده من طريق عمر أيضًا: "لو استخلفت سالمًا مولى أبي حذيفة فسالني ربي ما حملك على ذلك لقلت: رب سمعت نبيك صلى الله عليه وسلم يقول: إنه يحب الله حقا من قلبه". انتهى.
وهذا يؤيد تأويل ابن قتيبة الماضي. ولله الفضل.