أن الحيوانات والبويضات كانت كثيرة، قلت: هو عين ما يحصل الآن في الإنسان وغيره فمع وجود حيوانات منوية تعد بالملايين وكذلك بويضات في كل جماع فلا يتكون منها غالبا إلا ولد واحد، وإن قيل: لم لم يخلق الآن حيوانات بهذه الطريقة الجديدة؟ قلت: ولم لم يتولد الآن من الجمادات أحياء جديدة أليس ذلك لاختلاف حال الزمان وطبيعة الأرض الآن عما كانت عليه في مبدأ الخليقة، أما إذا وجدت تلك الأحوال الأولى فلا يبعد أن يتكون فيها حيوانات جديدة، كما لا يبعد أن يتكون فيها أيضا بطريق التولد الذاتي خلايات بروتوبلاسمية جديدة، أما مسألة التذكير والتأنيث فما يقال فيها الآن يقال نحوه، وما يقرب منه في الخلايات البروتوبلاسمية الأولى التي صار بعضها حيوانا منويا ملقحا بالكسر والبعض الآخر بويضات ملقحة، بالفتح والله تعالى أعلم بأسرار خلقه.

(قوله) وأما كيفية خلق الإنسان إلى قوله إلا الله (صدق) غير أن الله سبحانه وتعالى أخبر عنها وعن أطوارها، فبذلك صارت معلومة عند كل مؤمن مصدق لخبر الله تعالى، فأول مادته التي تطور منها التراب ثم صار التراب مع ما خلط به طينا غير لازب، ثم صار طينا لازبا أي لازقا ثم صار حمأ مسنونا متغيرا، منتنا فسواه تعالى حينئذ على هيئته التي نفخ فيها الروح بعد مدة، ثم صار بعد التسوية صلصالا يابسا يصوت ثم مضت عليه مدة على هذه الحالة يعلمها الله تعالى، وبعدها نفخ فيه الروح، وبعد النفخ سجدت له الملائكة لأمر الله تعالى إياهم قبل النفخ بذلك والقرآن العظيم مشحون (?) ببيان كيفية خلق آدم عليه السلام والأحاديث كثيرة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015