ذوق سليم وبصيرة ثاقبة، اللهم اهدنا ووفقنا وإخواننا المسلمين لاتباع سنة نبيك صلى الله تعالى عليه وسلم.
سؤال وارد عليه مذكور في المجلد الرابع عشر في صفحة 340 صورته بعد الديباجة: ما معنى "سبع سماوات طباقا" في قوله تعالى {الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا}؟ وما قولكم في قول أهل الجغرافية: إن السماوات ليست بأجرام، وإنما هي أهوية، وفسروا السماء بمعناها اللغوي، وهو كل ما علاك فهو سماء، فهل هذا القول ينافي تلك الآية، وآية {أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج} أم لا؟ وقولهم: إن الأمطار تتكون من ماء البحر؟ وهل يجوز لهم ولمن تبعهم اعتقاد ذلك اعتمادا على علمهم وخبرتهم؟ أفيدونا بما هو الحق، وإن سبق لكم البحث عن هذه المسألة في المنار؛ لأنها مفشى لتكفير من تجري به معتقدا ذلك؟
الجواب: في صفحة 341 المنار: أما الجواب عن السؤال الأول فقد سبق بيانه في المنار، ونقول فيه ما يفتح به الآن: السماء في اللغة: ما كان في جهة العلو. وأطلق في القرآن على السقف وعلى السحاب والمطر، وعلى مجموع ما نرى فوقنا من الكواكب في فلكها وبروجها وسماها - بناء، فقال: {بناها} و {بنيناها}، والمعنى: ترتيب أجزائها وتسويتها كما يبنى الجيش والكلام، قال في الأساس: وكل شيء صنعته فقد بنيته.
أقول: وبالله أستعين فإنه لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم: إن سؤال هذا السائل يشتمل على خمسة أسئلة، يحتاج كل واحد منها إلى جواب يخصه: الأول: الاستفهام عن معنى "سبع سماوات" ... إلخ. الثاني: عن قول أهل الجغرافية: