عنها وصاحبها أجاب بجواب غير ما أجبت أنا به عنها، فاضطررت لأن أبين خللها فيكون لمن يعتقد فيه الكمال تبصرة وتنبيها للغافلين عن مقامات هؤلاء وتذكرة ويبصر الحق من كان ذا عينين ويصغي للصدق من كان ذا أذنين، وأناقشهم على الكثير والقليل ولو مقدار النقير والقطمير والفتيل، فإن وجدت الحق أعترف به ولا أبخس صاحبه الكيل والميزان؛ لأن البخس ليس من شيم المنصفين من بني الإنسان، ونسأل الله تعالى الإعانة على تمام المؤمل وأن يخلص منا النية في القول والعمل إنه على ما يشاء قدير وبالإجابة والإعطاء جدير
(تنبيه) ولا بد قبل الشروع في الجواب عن الأسئلة من تقديم نبذة مهمة تكون مفتاحا للدخول في رياض الأجوبة عن الأسئلة وبها يزول اللبس عن الناظر والغين إلا على من اعتاد التشكيك للخلق، وكان قلبه مطبقا بظلمات الرين والله الهادي من يشاء إلى الحق وإلى طريق مستقيم
(النبذة) لا يخفى على ذي لب مصيب وذهن ثاقب أن الأشياء من حيث هي تنقسم من حيث إدراك كنهها إلى أقسام: منها ما لا يدرك كنهه لا بالعقل ولا بالنقل، ومنها ما يدرك كنهه بالعقل ويكون النقل مؤكدا له، ومنها ما لا يدرك كنهه إلا بالنقل والعقل في عقال عنه حيث إنه لا سبيل له ولا واسطة لإدراكه كنه ذلك الشيء، فالقسم الأول هو ذات الله تعالى - تنزه ربنا عما يختلج في العقول من الظنون والأوهام - لا يعلم ذات الله تعالى إلا هو (?) والأدلة على ذلك كثيرة، والقسم