يحصل العلم بكمال صانعها الكمال الذي لا يحاط به، وذلك تمام الإيمان إن كان معه تصديق برسالة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وإلا فلا ينفع صاحبه بشيء.
وقول العلامة الرازي أن هذا اللون ... إلخ، معارض بما هو أقوى منه حسبما تقف عليه إن شاء الله تعالى، أو نحمل قوله على القول الذي يقول: إن هذا اللون الذي نراه مكتسب، وليس هو لون السماء الأصلي.
أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن كعب، قال: السماء أشد بياضا من اللبن. وأخرج عبد الرازق وابن أبي حاتم عن سفيان الثوري، قال: تحت الأرضين صخرة، بلغنا أن تلك الصخرة منها خضرة السماء.
فالعلامة إنما نفى كون اللون الذي نراه لون السماء الأصلي، وهو قول كما سمعت. وأما أهل الفنون العصرية فإن كانوا نافين لمجرد اللون فالجواب عن قولهم ما سمعت، وإن كانوا نافين لذات السماء فتقدم الرد عليهم، وبما هنا يرد عليهم أيضا، وما يعارض به ظاهر كلام العلامة الرازي.
أخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ في العظمة عن إياس بن معاوية، قال: "السماء مقبية على الأرض مثل القبة". وأخرج ابن أبي حاتم عن القاسم بن أبي برة، قال: "ليست السماء مربعة، ولكنها مقبوة يراها الناس خضراء" ا. هـ.
وأخرج أبو الشيخ عن سلمان الفارسي، قال: "السماء من زمردة خضراء" ا. هـ.
الجواب، والله الموفق للصواب: أن قائل هذا القول ومعتقده ليس من أهل القبلة، بل ليس من أهل العلم، بل ليس من العقلاء الذين تصان أقوالهم عن العبث حسبما يأتي إن شاء الله تعالى، فلا ينبغي لأهل الفضل أن يسرحوا نظرهم في