أمرهم، وتمزيق ملكهم وإغراقهم في اليم، فالله سبحانه وتعالى أوجد الجن والإنس لحكمة علمها هو، كان مآل أمرهما إلزامهما العبادة وفي هذا القدر كفاية لمن تنورت بصيرته، ومن الدنس خلصت سريرته، ومن اعتقاد الزائغين سلمت لطيفته.
سؤال:
ما حكمة الدعاء مع أن الأشياء مقدرة من عالم الأزل؟
الجواب والله تعالى الموفق للصواب: التحقيق الذي عليه المحققون من علماء المسلمين (?) أن الدعاء متعبد به كتعبدنا بالصلاة والزكاة وغيرهما مما تعبدنا الله تعالى به؛ لإظهار أثر العبودية فيه أكثر من كثير مما تعبدنا الله به من الذلة والفاقة والاحتياج والمسكنة والتبرؤ من الحول والقوة، فإذا بسط الداعي يديه تحققت فيه تلك الصفات ونحوها ولو لم يقصدها؛ لأنها لازمة لكل سائل بالنسبة للمسئول وتفضل الله - سبحانه وتعالى - باستجابة الدعاء كما تفضل بقبول الصلاة وغيرها من العبادات (?) إذا الشروط استوفيت في كل؛ لقوله تعالى: {وإذا سألك