في مناركم الأغر في الجزء الرابع عشر جوابكم عن الاستمداد من الأنبياء، قلتم: ومن طلب من المخلوق مددا معنويا فهو على نوعين نوع يعد شركا كطلب الزيادة في العمر، فإن هذا مما لا يطلب إلا من الله تعالى فمن طلبه من غيره فقد أشركه معه، وهذا ظاهر لا يحتاج إلى بيان، وأما الذي غمض علي فهو قولكم: ونوع لا يعد شركا؛ لأنه داخل في دائرة الأسباب وهو ما يطلبه المتصوفون من أهل العلم بزيارة الصالحين وقربهم وذكر مناقبهم وسيرتهم، وتصور أحوالهم من الزيادة في حب الخير والصلاح والتقوى، ويعبرون عن هذه الزيادة التي يجدونها في أنفسهم بالبركة والمدد، ولكنهم لا يدعونهم من دون الله ولا يفعلون ما لم يفعله السلف الصالح، وإني أرى هذا هو الشرك بدليل قولكم ما يطلبه المتصوفون من أهل العلم بزيارة الصالحين وذكر مناقبهم وسيرتهم وتصور أحوالهم، وهذا الطلب لا يكون إلا من الأموات (?).

(ومعلوم أن الاستمداد من الأموات شرك لا مرية فيه، وأما قولكم ولا يفعلون ما لا يفعله السلف ففيه أنه لم ينقل عن أحد من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015