عُمَرته المتَقَدَّمَة فَقَدْ كَانَ فِي إِحْرَامه عَلَى أشياء مختلفة كَانَ فِي أوله متمتعا ثُمَّ محرما بِحَجَّةٍ أَفْرَدَهَا فِيْ إِحْرَامه تلزمه مَعَ العَمْرَة الَّتِيْ كَانَ قَدْمها فصَارَ فِي معنى القارن والمتمتع وأَرَادَت عَائِشَة بالْإِفْرَاد خِلَافا للذين رَوَوْا أَنَّهُ عَلَيْهِ السَّلَام أَهَلَّ بهما جَمِيْعًا
الْحَدِيْث الرَّابِعُ:
وأَخْرَجَا أَيْضًا مِنْ جِهَةِ نَافِع قَالَ: قِيْلَ لابن عُمَر: إن أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُوْلُ: سَمِعت رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُوْلُ: من تبع جَنَازَة فله قيراط مِنَ الْأَجْرِ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: أَكْثَرَ عَلَيْنَا أَبُوْ هُرَيْرَةَ فَبَعَثَ إِلَى عَائِشَةَ فسَأَلَهَا فَصَدَّقَتْ أَبَا هُرَيْرَةَ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: لَقَدْ فَرَّطْنَا فِي قَرَارِيْطَ كَثِيْرَةٍ.
وأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ أَيْضًا عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَامِربْن سَعْد بْن أَبِي وقاص عَنْ أَبِيْهِ أَنَّهُ كَانَ قَاعِدًا عِنْدَ عَبْد اللهِ بْن عُمَر إِذْ طلع خباب صَاحِب المقصُوْرَة فَقَالَ: يَا عَبْد اللهِ بْن عُمَر إِلَّا تسمع مَا يَقُوْل أَبُوْ هُرَيْرَةَ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُوْل اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُوْلُ: من خَرَجَ مَعَ جَنَازَة من بَيْتها وصلى عَلَيْهَا ثُمَّ تبعها حَتَّى تدفن كَانَ لَهُ قيراطان من أجر كُلّ قيراط مثل أَحَد ومن صَلَّى عَلَيْهَا ثُمَّ رَجَعَ كَانَ لَهُ من الْأَجْر مثل أُحْدٍ. فأرسل ابْن عُمَر خَبَّابًا إِلَى عَائِشَة يسَأَلَهَا عَن قَوْل أَبِيْ هُرَيْرَةَ ثُمَّ يرَجَعَ إِلَيْهِ فِي خبره بِمَا قَالَتْ: وأخذ ابْن عُمَر قَبْضَة مِنْ حَصَى الْمَسْجِديَقْلِبها فِيْ يَدِهِ حَتَّى رَجَعَ إِلَيْهِ الرَّسُوْل فَقَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: صَدَقَ أَبُوْهُرَيْرَةَ. فَضَرَبَ ابْنُ عُمَرَ بالْحَصَى الَّذِيْ كَانَ فِيْ يَدِهِ الْأَرْض وقَالَ: لَقَدْ فَرَّطْنَا فِي قَرَارِيْطَ كَثِيْرة.
الْحَدِيْثُ الْخَامِسُ:
أَخْرَجَ أَبُوْدَاوُدَ فِيْ سُنَنِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ