أَنَّهُ قَالَ: من غسل ميتا اغتسل وَمن حمله توضأ فبلغ ذَلِكَ عَائِشَة رَضِيَ اللهُ عَنْهُا فَقَالَتْ: أَوْ نجس موتى الْمُسْلِمِيْنَ وما عَلَى رَجُل لَوْ حمل عودا.
وَاعْلَمْ أن جَمَاعَة من الصَّحَابَة رَوَوْا هَذَا الْحَدِيْث ولم يَذْكُروا فِيْهِ الوضوء من حمله؛ مِنْهُم عَائِشَة.
أَخْرَجَهُ أَبُوْدَاوُدَ (?)
وَمِنْهُم حذيفة أَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ
وَهُوَ يقوي إِنْكَار عَائِشَة لَكِن قَالَ الْبَيْهَقِيُّ: الرِّوَايَات المرفوعة فِي هَذَا الْبَابُ عَنْ أَبِيْ هُرَيْرَةَ غَيْر قوية لجهالة بَعْض رواتها وَضعف بَعْضهم وَالصَحِيْح أَنَّهُ موقوف عَلَى أَبِيْ هُرَيْرَةَ
الثَّامِنُ:
قَالَ: أَبُو عروبة أَيْضًا حَدَّثَنَا جدي عَمْرو بْن أَبِي عَمْرو قَالَ: ثَنَا أَبُو يوسف يَعْقُوْبُ بْن إِبْرَاهِيْم قَالَ: ثَنَا الكلبي عَنْ أَبِي صَالِح عَنْ أَبِيْ هُرَيْرَةَ قَالَ: لَأَنْ يَمْتَلِئَ جَوْفُ أَحَدِكُمْ قَيْحًا وَدما خير لَهُ من أن يمتلئ شعرا. فَقَالَتْ رَضِيَ اللهُ عَنْهُا: لَمْ يَحْفَظْ الْحَدِيْث إِنَّمَا قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَأَنْ يَمْتَلِئَ جَوْفُ أَحَدِكُمْ قَيْحًا وَدَمًا خَيْرٌ لَهُ من أن يمتلئ شعرا هجيت بِهِ.
... وَقَدْ أَخْرَجَ الشَّيْخَانِ حَدِيْثَ أَبِيْ هُرَيْرَةَ مِنْ جِهَةِ لْأَعْمَش عَنْ أَبِي صَالِح عَنْهُ.
وأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيْثِ سَعْد بْن أَبِي وقاص.
وأَخْرَجَهُ الْبَزَّار مِنْ حَدِيْثِ عُمَر.
قُلْتُ: وقَدْ تابع عَائِشَة عَلَى رِوَايَة هَذِهِ الزِّيَادَةِ جَابِرُ بْن عَبْد اللهِ أَخْرَجَهُ أَبُو يعَلَى الموصلي فِيْ مُسْنَدِهِ مِنْ جِهَةِ أَحْمَد بْن محرز إِلَّازدي عَنْ مُحَمَّد ابْن المنكدر عَنْ جَابِر مَرْفُوْعًا بلفظ خير لَهُ من أن يمتلئ شعرا هجيت بِهِ.
قَالَ السُّهَيْلِيّ فِي الروض وَذَكَرَ ابْن وَهْبٍ فِي جامعه إِنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُا تأولت هَذَا الْحَدِيْث فِي الْأَشْعَار الَّتِيْ هجي بِهَا النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ