فهذا هو مراد السلف رحمهم الله بقولهم: "بلا كيف".
ومع ذلك فقد قال الزمخشري المعتزلي في كشافه: "ثم تعجب من المتسمّين بالإسلام، المتسمّين بأهل السنة والجماعة كيف اتخذوا هذه العظيمة1 مذهباً، ولا يغرّنك تستّرهم بالبَلْكَفَة2، فإنَّه من منصوبات أشياخهم3، والقول ما قال بعض العدلية4 فيهم:
لجماعة سمّوا هواهم سنّة ... وجماعة حمر لعمري موكفه5
قد شبّهوه بخلقه وتخوّفوا ... شنع الورى فتستّروا بالبلكفه"6.
وقد أجاب بعض أهل العلم عن هذين البيتين بمثلهما فقال:
عجباً لقوم ظالمين تلقّبوا ... بالعدل ما فيهم لعمري معرفة
قد جاءهم من حيث لا يدرونه ... تعطيل ذات الله مع نفي الصفة7
ثم هم مع تعطيل الذات ونفي الصفة قد شبّهوا الله تبارك وتعالى بخلقه، لأنّهم إنما قالوا بالتعطيل لتوهمهم التشبيه، ففرّوا منه إلى التعطيل، فوقعوا في