أبو نعيم في الحلية وغيره خبراً طويلاً يطلب فيه عمر بن عبد العزيز من سالم بن عبد الله بن عمر أن يكتب إليه بسيرة جده عمر بن الخطاب رضي الله عنه 1.

3- تنبيهه من يكتبُ له السنة ويدونها، أن يلتزم الثابت الصحيح منها، كما جاء هذا في رواية الإمام أحمد لهذا الخبر حيث قال: أكتب إلي من الحديث بما ثبت عندك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وحديث عمرة 2، وهذا تنبيه مهم في حد ذاته، ويزداد أهمية حينما تلاحظ أن هذه هي أولى مراحلِ التدوين، فإذا لم يُرسم هذا المنهج، كانت المراحل اللاحقة أشدَّ اضطرابا وخللاً فيما تجمعه من السنة النبوية.

وبهذا يتبين أن عمر بن عبد العزيز انتقى الرجال القائمين بهذا العمل العظيم، فأحسن الانتقاء، ورسم لهم بعض النقاط المهمة جداً، فخصَّ أناساً يتبعون أحاديثهم، وخصَّ أحاديثَ معينة ذات أهمية خاصة بالنسبة له، وأن يكتبوا ما ثبت عندهم من الحديث الشريف فقط، ولا يكون همُّهم الجمع والإكثار.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015