وَزِيَادَ المضارع المسبوق بالسين وبقوله: "كما ترون هذا القمر" مع إشارته إليه فليس بعد هذا البيان بيان، ولا مزيد على هذه التأكيدات، فمن حاول تأويل رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة بعد ما سمع هذا البيان من رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو يجادل بالباطل ليدحض به الحق1.
وفي صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أما إنكم ستعرضون على ربكم فترونه ... " 2،. ولهذه الأدلة القوية أجمع الأمة على الإيمان برؤية الله تعالى في الجنة، واختلفوا في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ربه ليلة الإسراء. وأنكرت بعض الفرق الضالة رؤية المؤمنين ربهم في الجنة. وفي مقدمتها الجهمية والمعتزلة، والخوارج، والإمامية، وأولت النصوص الدالة على الرؤية وتكلفت في التأويل.
قال الزمخشري في تفسيره قول الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} : أي أنهم لا يتوقعون النعمة والكرامة إلا من ربهم، كما كانوا في الدنيا لا يخشون ولا يرجون إلا إياه3.