بقارورة عمر، فلما نظر فيها قال: إني لأرى في هذا الماء عجبا. قال: وما هو العجب؟ قال: إن هذا بول رجل فتت الحزن كبده1.
وتوجد رواية عند ابن سعد وغيره تبين سلامة بوله، فعن عبد المجيد بن سهل قال: لقيت الطبيب وقد خرج من عند عمر بن عبد العزيز فقلت له: رأيت اليوم بوله؟ فقال: ما ببوله بأس إلا الهم بأمر الناس2، ولما سئلت زوجته عن بدء مرضه قالت: أرى كل ذلك أو جله الخوف3.
ويبدو أنه لا معارضة بين هذه الأسباب المذكورة فلعلها كلها قد اجتمعت عليه فقد ألزم نفسه حسب الروايات التي وصلت إلينا بأعمال شاقة عليه، وعزف عن المأكل الطيب الذي كان قد تعوده قبل خلافته، ثم شدد على أقربائه من أمراء البيت الأموي، ولم يكن يتحرز كثيرا في مأكله ومشربه، فأصبحت الفرصة سانحة لسقيه السم، وقد فصل بعض المؤرخين كيفية سقيه السم، حيث ذكروا بأن خادمه وضع السم في ظفر إبهامه فلما استقى عمر غمس إبهامه في الماء، ثم سقاه، فمرض عمر مرضه الذي مات فيه4.