المرأة استتري من هذا الطيان فإني أراه يديم النظر إليك فقالت: ليس هو بطيان هو أمير المؤمنين ... "1.
ولم يكن - رحمه الله - تعالى يحب مظاهر التكبر والاحترام الزائد، والغلو في الأمور، وإنما كان أموره كلها متوسطة، لا إفراط فيها ولا تفريط. ولذلك كان ينهى حراسه أن يقوموا إجلالاً له وأن يبدأوه بالسلام، فروى ابن عبد الحكم قال: وكان عمر ابن عبد العزيز يتقدم إلى الحرس إذا خرج عليهم أن لا يقوموا إليه ويقول لهم: لا تبتدأوني بالسلام إنما السلام علينا لكم2. كما أذن عمر في إباحة دخول المظلومين عليه بغير إذن3، ولا طلب، وإنما يكفي المظلوم أن يقوم بالدخول متى وجد فرصة ليتظلم، وليأخذ حقه فالضَّعيف عنده قوي حتى يأخذ حقه، والقوي ضعيف حتى يؤخذ الحق منه.
ولتواضعه لم يكن يستنكف أن يجلس إليه أحد من عبيده، ولا يريد من أحد منهم أن يتهيَّب في الجلوس إليه، يجلس على الأرض، ويأبى أن يتميز على الناس بمركب أو مأكل أو مشرب، أو ملبس، وكان ينكر