فعمر رحمه الله تعالى كان زاهدا عن الدنيا حسب الروايات التي سبقت، رغبة فيما عند الله واستهانة بأمر الدنيا لأنها زائلة، وربما يريد من وراء ذلك حثَّ غيره من أهل بيته وعماله على الرغبة عن الدنيا، لأن الرغبة الشديدة فيها قد تؤدي إلى قسوة القلوب، وتبعدها عن تذكر الفقراء والمحتاجين، ولا حرج على المسلم أن يلبس أيّ لباس شاء مما يتناسب معه وهو ما أمر به الرسول صلى الله عليه وسلم وفعله، فعن أبي الأحوص عن أبيه قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فرآني سيء الهيئة فقال: "هل لك من شيء" قال: "نعم من كلٍّ قد آتاني الله". فقال: "إذا كان لك مال فليُرَ عليك"1.

وكان عليه الصلاة والسلام يلبس الحلة الجميلة، فعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: "ما رأيت أحدا من الناس أحسن في حلة حمراء من رسول الله صلى الله عليه وسلم ... "2.

ولم يسكن رحمه الله تعالى القصور الشاهقة المفروشة بأنواع المفارش الوثيرة، وإنما كان قدوته وقائده سيد الخلق أجمعين محمد صلى الله عليه وسلم الذي لم يضع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015