المفيدة في طريق الكسب، وإهمال المقامرين الزراعة، والصناعة، والتجارة؛ التي هي أركان العمران. وأما منافع الخمرعلى ادَّعاء ذلك، فربح التجارة، وما يصدر عنها من الطرب، والنشاط، وقوة القلب، وثبات الجنان، وإصلاح المعدة، وقوة الباءة، وقد أشار أحد شعراء العرب إلى شيء من ذلك قال:

وإذا شربتُ فإنني ... ربُّ الخورنق والسَّدير

وإذا صحوت فإنني ... ربُّ الشويهة والبعير

وقال آخر:

ونشربها فتتركنا ملوكاً ... وأُسداً ما ينهنهنا اللقاءُ

وقال بعض الشعراء وأشار إلى ما فيها من المفاسد والمصالح:

رأيت الخمر صالحةً وفيها ... خصال تفسدُ الرجلَ الحليما

فلا والله أشربُها صحيحاً ... ولا أشفى بها أبداً سقيما

ولا أعطي بها ثمناً حياتي ... ولا أدعو لها أبداً نديما

ومنافع الميسر -على زعم أنه فيه منافع-: مصير الشيء إلى الإنسان بغير تعب ولا نصب، وسرور الرابح، وأريحيته عند أن يصيرله منها سهم صالح، وغيرذلك.

وقد جاء في السنة النبوية تشديد عظيم في شرب الخمر، وبيعها، وشرائها، وعصرها، وحملها، وأكل ثمنها، وترغيب عظيم في ترك ذلك، والتوبة منه.

أخرج الشيخان، وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يزني الزاني حتى يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشرب وهو مؤمن" زاد مسلم في رواية له. وأبو داود آخره: "ولكن التوبة معروضة بعد" وفي رواية للنسائي قال: "لا يزني الزاني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر وهو مؤمن،- وذكر رابعة فنسيتها - فإذا فعل ذلك فقد خلع رِبقة الإسلام من عنقه، فإن تاب تاب الله عليه" 1 وروى أبو داود: "لعن الله الخمر، وشاربها، وساقيها، ومبتاعها، وبائعها، وعاصرها،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015