دعاني أجبتُه، وما تردَّدت عن شيء أنا فاعله ترددي عن وفاته؛ لأنه يكره الموت، وأكره مساءته"1. رواه أحمد، والحكيم، وأبو يعلى، والطبراني، وأبو نعيم، وابن عساكر عن عائشة.

ش- الأذى: ما يصل إلى الحيوان من الضرر؛ إما بنفسه، أو جسمه، أو تبعاته، دنيوياً كان، أوأخروياً يُقال: آذيته أؤذيه، إيذاءً وأذيةً وأذى، وأذى الرجل أذى: وصل إليه المكروه، والولي: تقدم الكلام عليه في شرح الحديث رقم"99". واستحلَّ الشيء: عدَّه حلالاً، وباقي ألفاظ الحديث تقدم الكلام عليه غير مرة، فلاحاجة للإعادة.

والمعنى: أن الله جل، وعز يخبرنا: أن من آذى وليًا من أولياء الله بأي نوع من أنواع الأذى؛ فقد استحل محاربة الله، وتعرض لها، وعدها حلالاً، والمراد بالولي هنا كما قال النووي رحمه الله تعالى: المؤمن. قال الله تعالى: {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا} [البقرة:257] وقال الحافظ ابن حجر في الفتح: المراد بولي الله: العالم بالله، المواظب على طاعته، المخلص في عبادته. وهو أوجه بدليل ما ذكر من ألفاظ الحديث بعده، ووصف الله أولياءه في كتابه الحكيم، قال: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ، الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ، لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [يونس:62-64] فكيف يليق بعاقل أن يتعرض لمحاربة الله جل ذكره؟! واقتراف المعاصي؛ محاربةً لله تعالى. قال الحسن: ابن آدم! هل لك بمحاربة الله من طاقة؛ فإن من عصى الله؛ فقد حاربه، وكلما كان الذنب أقبح؛ كانت المحاربة لله أشد، ولهذا سمى الله تعالى أكلة الربا، وقطاع الطريق محاربين لله تعالى ورسوله؛ لعظم ظلمهم لعباده، وسعيهم بالفساد في بلاده، وكذلك معاداة أوليائه، فإنه تعالى يتولى نصرة أوليائه، ويحبهم، ويؤيدهم، فمن عاداهم؛ فقد عادى الله تعالى، وحاربه، وتعرض لهلاك نفسه. وخرج الترمذي وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الله الله في أصحابي! لا تتخذونهم غرضاً، فمن آذاهم؛ فقد آذاني؛ ومن آذاني فقد آذى الله، ومن آذى الله؛ يوشك أن يأخذه"2.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015