129- "لم يلتحف العباد بلحافٍ أبلغ عندي من قلة الطُّعم"1. رواه الديلمي عن ابن عباس.
ش- التحف بالثوب: تغطى به، واللحاف: ما يلتحف به. وكل شيء تغطيت به فقد التحفت به، وجمعه: لحف، والملحفة -بكسرأوله-: هي الملاءة التي تلتحف بها المرأة؛ والطعم-بالضم-: الأكل، وبالفتح: ما يؤديه ذوق الشيء من حلاوة، ومرارة، وغيرهما، وله حاصل.
والمعنى: أن الله تبارك اسمه أخبرنا: أن العباد لم يلتحفوا، ويتغطوا بلحاف، وغطاء يقيهم شدة البرد، ويدفع عنهم الأذى، ويحفظ صحتهم، ويقيها من الآلام والأمراض، والعلل أبلغ، وأحفظ، وأشد وقياة عند الله من قلة الطعام، فإن في قلة الطعام راحة للجسم، والعقل، وحفظهما من الأسقام، وقد جاء القرآن بذمِّ الشبع والإسراف في تناول الطعام والشراب، قال اله تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} [الأعراف:31] وبين الشرع أن شر وعاء ملأه ابن آدم بطنه، وأنه يكفيه ثلث للطعام، وثلث للشراب، وثلث لنفسه إذا كان لا محالة فاعلًا. روي الترمذي،