حقت محبتي للذين يتصادقون من أجلى

104- "حقَّت محبتي للذين يتصادقون من أجلي، وحقت محبتي للذين يتناصرون من أجلي، ولا من مؤمن ولا مؤمنة يقدم لله ثلاثة أولاد من صلبه لم يبلغوا الحِنث إلا أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهم" 1. رواه الطبراني في الأوسط، والصغير عن عمرو بن عنبسة.

ش- الحديث الأول: تقدَّم الكلام عليه غير مرة، فلا حاجة للتكرار، وقوله في الحديث الثاني: "حقت محبتي للذين يتصادقون من أجلي" فحقت: وجبت. المحبة: تقدم الكلام عليها قريبًا، والذين تصادقوا، أي: صادق بعضهم بعضًا لله، لا لأمر دنيوي، ولا لغرض أخروي. والصدق ضد الكذب. يقال: صدق في الحديث، يصدق -بالضم- صدقًا. وصدقه الحديث، وتصادقا في الحديث، وفي المودة. والمصدِّق: الذي يصدقك في حديثك. والصداقة، والمصادقة: المخالَّة. والمتناصرون: الذين ينصر بعضهم بعضًا، ويتناصروا يقال: تناصرالقوم: نصر بعضهم بعضًا، واستنصره على عدوه: سأله أن ينصره عليه. والنصر: العون؛ والصُّلب: الظهر. والحنث: الإثم، والذنب.

والمعنى: أن الله جل ثناؤه أخبر: أن محبته وجبت للمتحابين فيه، ويظلهم، ويقيهم من هول يوم القيامة، وشدة حره، وعذابه في ظل العرش يوم لا ظل يقي الناس من شدة ذلك اليوم إلا ظله، وقد تقدم الكلام على المحبة تفصيلًا غير مرة، فارجع إليه. ووجبت محبة الله أيضاً لمن تصادق مع أخيه لله، ومن أجله، جل جلاله، ووجبت محبته تعالى للمتناصرين من أجله. وإن المؤمن، أو المؤمنة إذا قدم لله ثلاثة أولاد من صلبه، أي: أولاد حقيقة لهم، لا أنهم ربوهم صغارًا، وجعلوهم أبناء لهم حسب التربية. وهل يدخل في ذلك أولاد الأولاد؟ فيه خلاف. ويخرج بهذا القيد أولاد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015