ش- الشُّر: السوء، والفساد، والظلم، والجمع: شرور، ومقابله الخير. قال الراغب الأصفهاني: الشر الذي يرغب عنه الكل، كما أن الخير هوالذي يرغب فيه الكل، كالعقل مثلًا، والعدل، والفضل، والشيء النافع، وقال العلامة أبو بكر بن قيم الجوزيه: الشر يُقَال على شيئين: على الألم، وعلى ما يفضي إليه، وليس له مسمى سوى ذلك، فالشرور هي الآلام، وأسبابها، فالمعاصي، والكفر، والشرك، وأنواع الظلم هي شرور؛ وإن كان لصاحبها فيها نوع غرض، ولذَّة، لكنها شرور؛ لأنها أسباب الآلام، ومفضية إليها، كإفضاء سائرالأسباب إلى مسبباتها، فترتب الألم عليها، كترتب الموت على تناول السموم القاتلة، وعلى الذبح والإحراق بالنار، والخنق بالحبل، وغير ذلك من الأسباب التي تصيبه مفضية إلى مسبباتها، ولا بد ما لم يمنع السببية مانع، أو يعارض السبب ما هو أقوى منه وأشد اقتضاء لضده كما يعارض سبب المعاصي قوة الإيمان، وعظمة الحسنات الماضية، وكثرتها، فيزيد في كميتها، وكيفيتها على أسباب العذاب، فيدفع الأقوى للأضعف، وهذا شأن جميع الأسباب المتضادة، كأسباب الصحة، والمرض، وأسباب الضعف، والقوة.
والشر يضاف إلى الله جل ذكره إيجادًا، وخلقًا لا فعلًا، وصفةً. وإلى الخلق فعلًا، وصفة، لا خلقًا وإيجادًا، والشر مسند إلى المخلوق المفعول، لا إلى خلق الرب تعالى الذي هو فعله وتكوينه، فإنه لا شر فيه بوجه ما، فإن الشر لا يدخل في شيء من صفاته، ولا في أفعاله، كما لا يلحق ذاته تبارك وتعالى، فإن ذاته لها الكمال المطلق الذي لا نقص فيه بوجه من الوجوه. وأوصافه كذلك لها الكمال المطلق، والجلال التام، ولا عيب فيها، ولا نقص بوجه ما، وكذلك أفعاله كلها خيرات محضة، لا شر فيا أصلًا، ولو فعل الشر سبحانه لاشتقَّ له منه اسمًا ولم تكن أسماؤه كلها حسنى، ولعاد إليه منه حكم، تعالى وتقدس عن ذلك. وما يفعله من العدل بعباده، وعقوبة من يستحق العقوبة منهم هوخيرمحض؛ إذ هو محض العدل، والحكمة، وإنما يكون شرًا بالنسبة إليهم، فالشروقع في تعلقه بهم، وقيامه بهم، لا في فعله القائم به تعالى.
ونحن لا ننكر أن الشر يكون في مفعولاته المنفصلة، فإنه خالق الخير، والشر، ولكن هنا أمران ينبغي أن يكونا منك على بال؛ أحدهما: أن ما هو شر، أو متضمن