المسكرات, وألزموا الناس المحافظة1 على الصلوات في الجماعات, ونهوا عن لبس الحرير, وألزموهم بتعلم أصول الدين, والالتفات إلى ما في الكتاب والسنة من أدلة التوحيد وبراهينه.

وقرروا الكتب المصنفة في عقائد السلف أهل السنة والجماعة, في باب معرفة الله بصفات كماله, ونعوت جلاله, وقرروا2 إثبات ذلك من غير تحريف ولا تعطيل, ولا تشبيه ولا تمثيل, وأنكروا على من قال بقول الجهمية في ذلك, وبدَّعوه , وفسقوه, فإن كان هذا إرجافا للحرم فحبذا هو, وما أحسن ما قيل:

وعيرني3 الواشون أني أحبها وتلك شكاة ظاهر عنك عارها

وقد أمر الله تعالى من خاض في مثل هذا أن يتكلم بعلم وعدل, كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ} 4 الآية.

وهذا الرجل كلامه جهل محض وجور ظاهر, وأصله الذي يرجع إليه هو الانتصار للنفس والهوى, لا لنصر الحق والهدى.

وأما التجاسر على حجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم: فكأنه يشير به إلى المال الذي استخرجه الأمير سعود من الحجرة الشريفة, وصرفه في أهل المدينة, ومصالح الحرم, وهو- رحمه الله- لم يفعل هذا إلا بعد أن أفتاه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015