هذا من أوضح الأدلة على مكانته العلمية في زمانه، وشهرته بين أهله بذلك، كيف وهو قاضي القضاة، الفقيه الأصولي المتكلم المفسِّر! فمثله في تلك الأزمنة التي تقدر العلم قدره، وتنزل العالم منزلته لا بد وأن يكون طلابه كثر، ومريدوه وُفُر. والذين نعرفهم من طلابه أربعة:
هو عمر بن الياس بن يونس المراغي أبو القاسم الصوفي، كمال الدين. ولد بأذربيجان سنة (643 هـ)، وقدم دمشق سنة (729 هـ) وهو ابن نيف وثمانين سنة، وجاور قبل ذلك بالقدس ثلاثين سنة، وأقام قبلها بمصر خمس عشرة سنة (?). قال الذهبي في معجمه: "كان شيخًا حسنًا صالحًا خيرًا له حظ من الاشتغال قديمًا وحديثًا" (?).
وقد ذكر الحافظ ابن حجر نقلًا عن البدر النابلسي (?) قال: "وسمع على القاضي ناصر الدين البيضاوي: المنهاج، والغاية القصوى، والطوالع" (?).
وذكر تلمذته على البيضاوي الخوانساري حيث قال: "وأما طريقنا