يجعل له أن يحكم بما شاء في مثله ويكون ما يجيء به هو حكم الله الأزلي في نفس الأمر لا بمعنى أنْ يجعل له أن ينشئ الحكم فهذا ليس صورة المسألة وليس هو لأحد غير رب العالمين.
قال الله تعالى: {إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ} (?) أي لا ينشئ الحكم غيره.
إذا عرفت هذا، فقد اختلف العلماء في أنّه هل يجوز أنْ يفوض الله تعالى حكم حادثة إلى رأي نبي من الأنبياء أو عالم من العلماء فيقول له: احكم بما شئت فما صدر عنك فيها من الحكم فهو حكمي في عبادي. ويكون إذ ذاك قوله من جملة المدارك الشرعية؟ .
فذهب جماهير المعتزلة إلى امتناعه (?).
وجوزه الباقون منهم ومن غيرهم وهو الحق (?).
وقال أبو علي الجبائي: في أحد قوليه يجوز ذلك للنبي دون