وأما الثاني: فلا يلزم مِنْ كونه ضروريًا العلمُ بأنه ضروري ضرورةً؛ إذ العلم بالشيء لا يستلزم العلم بصفته (?).
واحتج القائل بأنه نظري: بأن العلم بمقتضاه متوقف على العلم بامتناع تواطؤ المخبِرين على الكذب عادةً، وأنه لا داعي لهم (?) إليه (?) مِنْ غرض ديني أو دنيوي. وإذا كان متوقفًا على حصول الغير - كان نظريًا لا سيما وهذه المقدمات نظرية، والمتوقف على النظري أولى أن يكون نظريًا.
والجواب: أن هذه المقدمات حاصلةٌ بقوة قريبة من الفعل (?)، أعني: أنه إذا حصل طرفا المطلوب (?) في الذهن - فمِنْ غير نظرٍ تحصل الضرورة