وبيان الثاني: بقوله تعالى: {وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا}، ومَنْ مِنْ صِيَغ العموم.

واعلم أن المصنف جعل الكبرى مهملةً (?) إذ قال: "والعاصي يستحق النار"، فلم يُسَوِّرها (?) بكل، وشَرْطها أن تكون كلية (?)، فالصواب في مصطلح القوم أن يقول: وكل عاص. كما أوردناه، وبه عَبَّر الإمام (?).

واعترض الخصم بوجهين: أحدهما: أنا لا نسلم الصغرى: وهي أنَّ تارك المأمور به عاصٍ، وبيانه قوله تعالى: {لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} (?)، فلو كان العصيان عبارة عن ترك المأمور به - لكان قوله تعالى: {لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُم} معناه: أنهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015