وذُكِرَ في إفادتها الحصرَ وجهٌ آخر أُسْنِد إلى علي بن عيسى الرَّبَعي (?): وهو أن كلمة "إنَّ" لِتأكيد إثبات المُسْنِد للمسند إليه، ثم لما اتصلت بها "ما" المؤكِّدة لا النافية كما (?) ذكرنا - تَضَاعَفَ تأكيدُها، فناسَب أنْ تُضَمَّن معنى القصر؛ لأن قَصْر الشيء على الشيء ليس (?) إلا تأكيدًا للحكم على تأكيدٍ، ألا ترى إلى قولك: (جاء زيدٌ لا عمرو، وكيف يكون (?) جاء زيدٌ - إثباتًا للمجيء صريحًا، وقولك: ) (?) لا عمرو - إثباتًا ثانيًا لمجيئه ضمنًا.

وهذا الوجه أسدُّ (?) من الأول، إلا أن للمعترض عليه أن يقول: وجه مناسبة إضمار معنى القصر لائحة (?)، ولكن ذلك إنما يقال بعد ثبوت كونها للحصر، والكلام فيه (?)، ومجرد هذه المناسبة لا يدل عليه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015