بِنُورِهِمْ} (?) وكـ "ذهب بسمعهم وأبصارهم" فيصير الفاعل به مفعولًا (?)، فتكون الباء بمعنى الهمزة في قولك: أذهَبَ.
الثانية: أن تدخل على فعل يتعدَّى بنفسه، وهو مراد المصنف بقوله: "تُجَزِّئ المتعدي" أي: تقتضي التبعيض، كقوله تعالى: {وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ} (?) (?)، وخالفت (?) الحنفية في ذلك.
لنا: أنا نعلم بالضرورة الفرق بين أن يقال: مسحت يدي بالمنديل، ومسحت المنديل بيدي، فإن الأول يفيد التبعيض، والثاني يفيد الشمول.
وهذا الاستدلال ضعيف:
أما أوَّلًا: فلأنه مناقض لما ذكره في المجمل والمبين كما سيأتي إن شاء الله تعالى.
وأما ثانيًا: فلأن "مَسَحَ" يتعدى إلى المفعول بنفسه، وإلى ما يُمْسَح به (?) بالباء، فتقدير مسحتُ المنديل: مسحت المنديلَ بيدي، فالمنديل فيه