فجئنا بعدَه، ووجدناه نائمًا، فما أردنا التشويشَ عليه، فقام من نومه، ودخل الخَلاء على عادته، وكان يريد أن يكون دائمًا على وضوء، فلما دخل ظهرَ لنا كراس تحت رأسه، فأخذناه فإذا هو مِنْ "شرح المنهاج"، وقد كتب عن ظَهر قلب نحو عشرة أوراق، قال: فنظرها رفيقٌ كان معي، وقال: ما أَعجب لكتابته لها مِنْ حفظه، ولا مما نقله من كلام الرافعي و"الروضة"، وإنما أَعجب من نقله عن سُلَيم (?) في "المُجَرَّد"، وابن الصَّبَّاع (?) في "الشامل" ما نَقَل، ولم يكن عنده غير "المنهاج" ودواةٍ وورقٍ أبيض، وكنا قد وجدنا فيها نقولًا عنهما.
قلتُ أنا: مَن نظر "شرح المنهاج" بخطِّه عرف أنه كان يكتب من