وكُتب الشيخ محمد فيها الأدلة على الذبح والنذر والدعاء والاستغاثة وغير ذلك من أنواع العبادة وذلك أشهر من أن يذكر، وأن من صرف شيئاً من ذلك لغير الله فهو مشرك كافر وإن رغمت أنوف وسِيّان في ذلك الشجر والحجر والملك والنبي والقبر، لأن العلة تدور حول ما يقوم بقلب المشرك وما يحققه فعله تجاه ما تألّهه من دون الله، وهو لولا ما قام بقلبه من اعتقاد جلب النفع ودفع الضر استقلالاً أو بالوساطة لما مال إلى ما سوى ربه قلبه وشُغِفَ به وقاتل دونه.
ثم إن هذه المذكورات وغيرها ليس فيها ما يوجب التألّه إذْ هي مملوكة مُصَرّفة مدبَّرة، والرب وحده هو الذي يحرّكها ويُسكّنها، ولذلك يحتج سبحانه على المشركين بأن ليس عندهم علم يحتجون به على صلاحية شركهم وبأبلغ قول يقول سبحانه: {إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم} يعني أن المشرك ليس عنده إلا أسماء باطلة شرعاً وعقلاً لأن تسميته مخلوقات الله وعبيده ومماليكه آلهة، هذا جاء به من عنده وليس له فيه حجة ولا سلطاناً ولا أثارة من علم.
ويوضح الآية السابقة قوله تعالى: {قل سموهم} يعني سموهم بأسمائهم الحقيقية فهذا حجر منحوت بصورة