وهذا تمثيل وإلا فالمشرك أقبح وأخبث من هذا، لأن المشركين نجَس وهذا نجِس، فهذا يطهره الماء والمشرك لا يطهره إلا التوحيد.
وإنه لمن آيات الله وبليغ حكمته أن جعل الشيطان يُهَوّن على المشركين أمر الشرك بل ويفتنهم فيه حتى يُعادُون ويقاتلون عليه وهو العظيم عنده سبحانه فلا ذنب أعظم منه.
أما كلام المالكي بعد ذلك عن الإسرائليين وتمثيله بهم فعلى حسب فهمه الساقط التافه أن الشيخ محمد رحمه الله قد رسم صورة زاهية للمشركين، وقد تبيّن مراد الشيخ وتبين أيضاً أن حال المشركين بصلاتهم وصومهم وعبادتهم ليست زاهية إلا عند هذا المتعالم بل هي قبيحة بنجاسة شركهم أعظم من قبح من يصلي وهو يبول.
أما قوله: أما إن اسْتعرضت جميع الآيات التي تتحدث عن الكفار فستعرف أنهم يختلفون عن فساق المسلمين فضلاً عن صالحيهم وعلمائهم.
يقال له: أهل التوحيد ليسوا مثلك لا يعقلون، فنظرهم إلى الأصل والأساس وهو التوحيد ولا يقيمون وزناً لأعمال الكفار لأن الله محبطها بالشرك.