أركان الإسلام الأربعة لا تقبل إلا بالتوحيد وهو الأصل.

والذي يقول: (لا إله إلا الله) ويجعل بينه وبين الله وسائط هو مثل من لا يقولها لأنه يقولها ويأتي بالشرك الذي يبطلها، كما نقول: الذي يصلي بلا طهارة مثل من لا يصلي.

فقول المالكي: لا يتساوى كذا وكذا هو من تلبيسه، وهذه شبهة إخوانه من قبله الذين ضادوا دعوة الشيخ. وكانت أعظم شبهة عندهم قولهم: تُكَفّرون المسلمين الذين يصلون ويصومون ويحجون ويقولون: لا إله إلا الله.

فيقال: إن من يقول: (لا إله إلا الله) ويصلي ويصوم ويحج ويزكي كافر إذا جعل بينه وبين الله وسائط لأنه لم يَنْف ما نَفَتْه كلمة التوحيد (لا إله إلا الله) حيث إنها تنفي الشرك ولا تثبت مطلق العبادة لله وإنما تثبت إفراده سبحانه بها، فالذين يجعلون بينهم وبين الله وسائط قد نقضوا أصل الدين وأساسه وهو كلمة الإسلام وكلمة التوحيد وكلمة الإخلاص وهي (لا إله إلا الله حيث شرّكوا مخلوقات الله بحقه الخالص وهو عبادته سبحانه).

وليعلم هذا الجاهل أن قريشاً ما اسْتنكفت عن عبادة الله بل كانوا كما ذكر الشيخ لهم عبادات هي من بقية دين الخليل عليه السلام وإنما استنكفوا وقامت قيامتهم على النبي - صلى الله عليه وسلم - لما علموا أن أصل دعوته هي ليست عبادة الله لأن هذا مقبول عند جميع أهل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015