والخِلْقة، فملكية العبد خالصة لخالقه كذلك عمل قلبه وجوارحه الذي أهمّه المحبة والخوف والرجاء.

فما بال العبد شرّك مخلوق الله في حقه الخالص، لقد تصرف العبد في نفسه تصرف الحر لا العبد المملوك المدبَّر وشبّه مملوك الله به ورفعه باعتقاده إلى مقامه.

فمن هنا حَرّم الله الشرك وصار عنده أعظم الذنوب وجعل جزاء من لقيه غير تائب منه الخلود في دار البوار جهنم وبئس القرار.

وكلمة التوحيد (لا إله إلا الله) من قالها بعلم وصدق طهّرت قلبه من الاعتقاد الفاسد وذلك بنفي الواسطات المزعومة حيث بانتفائها علماً ينتفي حبها وخوفها ورجاؤها حالاً من القلب فيبقى على الفطرة والخلقة الأولى لكن لابد من الشرعة لتكميل هذه الفطرة {نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء}.

إذا تبين هذا فاعلم أنه هو مجال دعوة هذا الإمام العظيم محمد بن عبدالوهاب قدّس الله روحه، إنه محارب للشيطان الغارّ لبني آدم المزيِّن لهم مادة هلاكهم.

ومن هنا كانت معاداة شياطين الإنس له لأنه يدعو إلى رفض عبودية الشيطان الموقَعَةِ على القبور والأصنام والأشجار والأحجار التي لا تخلو منها الشياطين يفتنون الناس بها لتكون العبادة خالصة للمعبود الحق.

والشيطان قلّ أن يغرّ الناس بالخالقية والرازقية والتدبير وإنما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015