[فالآية تدل على هذا من وجهين: الأول قوله تعالى {إلا من أكره}]، فلم يستثن الله تعالى إلا المكره، [ومعلوم] أن الإنسان لا يكره إلا على الكلام أو الفعل، وأما عقيدة القلب فلا يكره أحدٌ عليها، والثاني قوله تعالى: {ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة}، فصرَّح أن الكفر والعذاب لم يكن بسبب الاعتقاد والجهل والبغض للدين ومحبة الكفر، وإنما سببه أن له في ذلك حظاً من حظوظ الدنيا فآثره على الدين، والله سبحانه وتعالى أعلم وأعز وأكرم، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015