إله إلا الله.
[إذا عرفت ما ذكرت لك معرفة قلبٍ، وعرفت الشرك بالله الذي قال الله فيه: {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} وعرفت دين الله الذي أرسل به الرسل من أولهم إلى آخرهم الذي لا يقبل الله من أحدٍ سواه، وعرفت ما أصبح غالب الناس فيه من الجهل بهذا أفادك فائدتين:]
[الأولى: الفرح بفضل الله ورحمته، كما قال تعالى: {قل بفضل الله وبرحمته، فبذلك فليفرحوا هو خيرٌ مما يجمعون} وأفادك أيضاً الخوف العظيم (?)، فإنك إذا عرفت أن الإنسان يكفر بكلمة يخرجها من لسانه، وقد يقولها وهو جاهلٌ، فلا يعذر بالجهل، وقد يقولها وهو يظن أنها تُقَرِّبه إلى الله تعالى كما ظن المشركون، خصوصاً إن ألهمك الله ما قص عن قوم موسى مع صلاحهم وعلمهم، أنهم أتوه قائلين: {إجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة}، فحينئذٍ يعظم حرصك وخوفك على ما يخلصك من هذا (?) وأمثاله.]
[واعلم أنه سبحانه من حكمته لم يبعث نبياً بهذا التوحيد إلا]