كقول هذا الغوِيّ المفتري كذباً ... إنا خوارج هل يدري وهل عرفا

ما قالت الفئة البُعْدى التي مَرَقَتْ ... لما غلت وتعدّت طورها سرفا

أم كان فَدْماً جهولاً كاذباً أشراً ... ما نال علماً ولا حلماً ولا شرفا

إن الخوراج قوم كفَّروا سَفَهاً ... من قد أتى بذنوب هفوة وجفا

فكَفّرتْ أمة التوحيد عن عَمَهٍ ... عن رؤية الحق إذ لم تعرف النّصَفا

وخَلّدتْ في لظى بل أنكرت سَفهاً ... شفاعة المصطفى ويل لمن صدفا

والحق كالشمس لا تخفى دلائله ... إلا على جاهل بالعلم ما اتصفا

لكننا نحن كفّرنا الذين غَلَوْا ... في الدين وانتحلوا الإشراك والسرفا

وأشركوا الأنبيا والصالحين ومن ... يدعونه غير ربي جهرة وخفا

فيما به الله مختصّ من يدعو وليجته ... في ذاكَ شرك فهل كنا وهم أُلَفا

إنْ كان تكفير من يدعو وليجته ... مع المهيمن من يدعونه الحُنفا

رأي الخوراج كالقوم الذين غلَوْا ... في الدين وانتحلوا الإشراك والجنفا

فقد كفانا العنا من رَدّ شبهته ... إذْ كان ليس بذي عِلم ولا عرفا

ولا اعتنى بعلوم الناس حيث غدوا ... في دينهم شيعا قد خالفوا السلفا

وأن أمتنا حقاً قد افْترقتْ ... سبعين زادتْ ثلاثاً ليس فيه خفا

وأنها كلها في النار داخلة ... إلا من اسْتَنّ بالمعصوم والخُلفا

والآل والصحب حقاً وهي واحدة ... قد صَحّ هذا عن المعصوم مَنْ شرُفا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015