أما قول الضال عن المشركين أنهم يعبدون الأصنام لذاتها فمعارضة أيضاً للقرآن حيث ذكر الله ذلك عنهم بأبلغ عبارة وأبينها وأوضحها فتأمل قولهم: {ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى} ففي هذا نفي أي غرض لهم غير ذلك، وحصر لمطلوبهم وهو التقرب إلى الله، مع ملاحظة أن من المشركين من يؤمن بالبعث فهو يتخذ الواسطة بينه وبين الله كشفيع لشئون دنياه وآخرته، ومنهم من لا يؤمن بالبعث ككفار قريش فيتخذون الوسائط من الأصنام التي هي بزعمهم على صور الملائكة والصالحين كشفعاء لرزقهم ونصرهم وما ينوبهم في دنياهم.
وكيف يقول: قالوه انقطاعاً لا اعتقاداً؟ والله سبحانه يخبر عنهم أنهم يقولون: {هؤلاء شفعاؤنا عند الله} ويقولون: {ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى} وآيات كثيرة بيّن الله فيها اعتقادهم ومطلوبهم من آلهتهم الباطلة، وهذا الجاهل من النوع الذي لا يدري ولا يدري أنه لا يدري وهو شرّ الأنواع.
وقوله: أما المسلمون فإنهم لا يسجدون لأحد غير الله إلى آخر كلامه، فيقال: ليس الكفر السجود لغير الله فقط، فالذي يتخذ الوسائط بينه وبين الله كافر ولو كان لا يسجد لها.
والمالكي الضال يدافع عن الشرك والمشركين فقد جعل من