ومن المعلوم أن " باب التأويل والاجتهاد " باب واسع قد يؤول بصاحبه إلى اعتقاد الحلال حراما، والحرام حلالا (?) ، هذا إذا كان في أصله سائغا فكيف إذا كان غير سائغ؟ بل هو اجتهاد آثم؛ لمصادمته أصول الدين المعلومة منه بالضرورة، وعلى كلا الحالين: فلا يجوز ترك بيان السنة والهدى، ويجب رد الاجتهادات والتأويلات الخاطئة، فضلا عن الفاسدة أصلا، بل يجب البيان لحفظ هذا الدين، وكف العدوان عليه. وهذا من إعطاء الإسلام حقه، والوفاء بموجب العلم والإيمان.

إن هذه الدعوة بجذورها، وشعاراتها، ومفرداتها، هي من أشد ما ابتلي به المسلمون في عصرنا هذا، وهي أكفر آحاد: " نظرية الخلط بين الإسلام والكفر، والحق والباطل، والهدى والضلالة، والمعروف والمنكر، والسنة والبدعة، والطاعة والمعصية ".

وهذه الدعوة الآثمة، والمكيدة المهولة، قد اجتمعت فيها بلايا التحريف، والانتحال، وفاسد التأويل، وإن هذه الأمة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015